قصّة نجاح
قيل فيما مضى: إذا كانت النفوس كباراً ... تعبت في مرادها الأجسام
الطموح العالي، والهدف الكبير، وبلوغ القمة يتطلب جهوداً هائلة وسعياً مستمراً وأفكاراً متميزة بإبداعاتها، لتحقيق الغاية المطلوبة، وهي التربع على قمة الإبداع، فكثيرون يفشلون في هذه الحياة، ليس لضعف قدرتهم أو عدم فهمهم، أو نقص في شجاعتهم، وإنما لم يوجهوا طاقاتهم نحو هدف محدد.
وحين تظافرت المثابرة والطموح العالي والتصميم المبدع والفكر المتقد، أضاء نجم أفنية بقيادة كلٍ من المبدع المهندس حمد الشقاوي، وفيلسوف العمارة والمعماريين الدكتور مشاري النعيم في عام 2004م. بطموحٍ عال، وهدفٍ جريء، غايته تغيير وجهة السوق المحلية وتوجهاتها في صناعة عمارة تواكب روح العصر ولا تتعارض مع عادات وتقاليد المجتمع المحلي.
أفنية مؤسسة مِهنية فكرية تسعى لإيجاد حراك معماري متطور بأفكاره وطموحاته ومفهومه الثقافي. وبالفعل طورَت المفهوم الفكري والتقني من خلال طرح أفكار جديدة في تصميم المنزل السعودي، ترتكز على إعادة طرح مفهوم التراث الثقافي وتقديمه في عمارة حديثة ومعاصرة. بدأت هذه التوجهات تتأصل وتترسخ في أفنية يوماً بعد يوم، وعلى هذا النهج سارت أفنية؛ فتطورت منظومة العمل فيها وأخذت في التوسع شيئاً فشيئاً.
في عام 2011م، التحق إلى كادر الشركة المهندس المعماري عبد الله بوشليبي، الذي حرص وخلال مدة قصيرة في أن تنحو أفنية منحىً جديداً في مسيرتها المهنية، وهو الانطلاق من المحلية إلى العالمية. عبر تفعيل الشراكات المحلية والدولية، واعتماد أعلى المعايير والممارسات الدولية في تصميم وتنفيذ المشروعات. والعمل على تأصيلها بين الموردين والمصنعين والمقاولين.
هذه المنهجية التي نفتقدها بشكل عام في كثير من المؤسسات الهندسية بالوطن العربي، فضلاً عن تأخر مؤسساتنا في تطوير فكر الممارسة المهنية ذات المسؤولية المجتمعية، جعل منها مؤسسات متأخرة اجتماعياً -على الصعيد المهني- تعاني من الضعف في مواكبة روح العصر. هذا ما تنبّه له مؤسسي أفنية، وحرصنا على العمل من خلال هذا الإطار للإسهام المباشر في تطوير المحتوى المحلي، من خلال تفعيل الحراك الثقافي في مجال العمارة والعمران، وإشراك المجتمع المحلي نتائج الدراسات العمرانية، وخوض التجارب المهنية والفكرية مع عددٍ من الشراكات الدولية.
لسنا نبالغ إن قلنا إن أفنية في مسيرتها المهنية والفكرية، كنموذج للشركات المهنية الناشئة، تصلح أن تكون رواية وقصة تحدٍ كبير، كانت العقبات والمصاعب سبباً لإصرار وتصميم إدارتها لبلوغ الأهداف الأسمى، فالإنجازات والإسهامات التي نراها واقعاً الآن، ماهي إلا ثمرة سنوات من العمل الدؤوب.
ففي عام 2021م، قفزت أفنية قفزة كبيرة في تحقيق كثير من الأمور التي كانت تخطط لها وتسعى إليها بجد، إذ حرصت الإدارة على تكثيف الجهود في تأسيس منظومة تحكم العمل المِهني، وتضع قوانيناً وأطراً تخدم مصالح الشركة ومنسوبيها في آنٍ واحد، فقدمت حلولاً مبتكرة بطرق إبداعية غير مسبوقة ترتقي بالشركة ومن يعمل فيها.
وها هي أفنية اليوم تعد من الشركات الرائدة محلياً، بل تعد مركزاً للابتكار والإبداع والتطوير، مدعومةً بتوجيه وتشجيع ومتابعة مستمرة من إدارتها الطامحة إلى قيادة أفنية نحو القمة ووضعها في المراتب الأولى محلياً وعالمياً.
وماتزال أفنية تسابق الزمن بجدها واجتهادها وعمق أفكارها التي تطرحها ...